الخميس 25 أبريل 2024
6

مفتاح الحياة “ريما نواوي”

بواسطة في ساحة الحوار

 كنت أحاول ليلة البارحة أن أرقب كل مشهد عن بعد , وذلك كي يتسنى لي أن أحيط بكل تفاصيل الليلة , كنت أتأمل في الواقع واشحذ المشاعر مع العقل في آن واحد , وذلك لأنني كنت آمل أن أستوعب إمكانية التفوق رغم جسارة الألم ! كيف نصنع من المحنة نعمة ؟ وكيف نمحور ضرب البلاء إلى أمل الدواء ؟ كانت القيثارة التي أعزف عليها وفق نوتة صارخه, هي روح العطاء لريما نوواي , علمت يقينا أن الصبر هو ديدن والدها الملتحي ,وأيقنت جيدا أن والدتها كانت الهدوء الناضج , لست هنا بصدد التأمل في كامل حياة الفقيدة ولكنني كنت انقب عن سر الخلود النقي , لم تظهر ريما عالميا ولا محليا كي نقول أنها خطفت الشهرة جراء الأضواء , ولكنها مكية تعمل في نشاط لا يعرف الملل ومن ” العطاء ” خلدت اسمها في ذاكرة الحياة, طِبقا كما قال الرافعي رحمه الله ” أعمالنا في الحياة هي وحدها الحياة لا أعمارنا ” فكم ربما يعيش انسانا نيفا وتسعين سنة , لكنه يموت بلا صوت يُحدثه على الأرض , وقد يكون آخر في عمر الزهور يموت بتخليد ذكراه قبل رحيله , فالحياة باب نستطيع أن نفتحه بالتوكل على الله والصبر والتفاني , وكم كانت ريما نموذجا نحتذي بها في كل خمول قد يصيبنا وكل ركود يميت فينا شهوة العطاء والعمل , فرحم الله – مفتاح الحياة – ريما, وأسكنها الله جناته العليا وثبت بالذكر قلوب والديها وأسرتها وأصدقاؤها وكل روح غرست فيها بذرة العطاء .

Tweet about this on TwitterShare on FacebookShare on Google+Share on TumblrEmail this to someone

6 تعليق على “مفتاح الحياة “ريما نواوي””

  1. جميل المطرفي قال:

    اخي احمد
    لا ادري كيف تسرق جمال اللغة و تركب قافلة الحروف لتظفر بقصب السبق في كل حدث ، مدهش ما تفعله .

  2. النظرية النسبية تنطبق على الأرواح كما المحسوسات
    فكم منا عظيم بالنسبة لأحد ما وضئيل جدا بالنسبة لأحد آخر
    وأعمارنا كذلك فقد تكون صغيرة بالنسبة لأحد ما وكبيرة جدا لأحد آخر
    ريما نواوي كانت قيمة مطلقة شعر الجميع أمامها بضألتهم وضعفهم
    ولم تخضع لقانون النسبية بل كانت فوق المقارنات .. رحمها الله

  3. جميل المطرفي قال:

    بالتأكيد كانت ريما رحمها الله مميزة و لكن هل كانت المعاناة هي التي اكتشفتها ؟؟

  4. ماجد مليباري قال:

    اشكرك يا أخي أحمد على هذه الكلمات المؤثرة و التي ترثي اختنا الفاضلة ريما نواوي صاحبة الارادة القوية و التي تحدت الصعاب و تجاوزت التوقعات

    رحم الله ريما نواوي (المكية)

  5. دائماً ما تبهرني
    لديك ملكه رائعه في صياغة العبارات وتستطيع بحق أن تسخر المفردة تسخيراً مبهراً
    رحم الله ريما نواوي ولا عدمنا قلمك

اترك ردا

*

*

ملاحظة:المؤشر بـ(*) مطلوب،،، البريد لن يتم نشره