الخميس 25 أبريل 2024
2

مسابقة ريما نواوي في عيون نادي كتاتيب ” عِبرةُ وعَبرةُ ” !

بواسطة في ساحة الحوار

في يوم الجمعة ماقبل الماضية ، أستطيع أن أقول أنه يوم جمع ما بين العِبرةُ والعَبرةُ ، فأعين جل الحاضرين أغرورقت بالدموع في عدة مواقف ، وأفئدتهم هي الأخرى غرقت في بحر التأمل والعِبرة .

ولقد شرفت في ذلك اليوم بتقديم كلمة باسم النادي ، وددتُ من خلالها أن أعبر عن بقية إخوتي الكرام في هذا النادي ، وعلى ركاكة تلك الكلمات ، إلا أن عزائي فيها أنها خرجت من قلب محب لهذا النادي ، وقلب تأثر كثيرا بوفاة هذه الروح الأبية والعظيمة .

========

فوق واقع متوشح بالسواد تنتشر بين أركانه الآلام والأوجاع كانتشار النار في الهشيم ، صفقت بجناحيها عصفورة صغيرة وطارت بعيدة عنه ، كانت عيناها مصوبة إلى واقع آخر ، يدفعها نحوه أمل كبير وتفاءل جسيم ، وفي سعيها نحوه كانت تطير على الدوام ، وكان صوت تغريدها يعطر كل مكان ، يبدل السواد إلى بياض ، ويوقظ فؤاد الكسلان ، ويعاتب كل من ارتمى في أحضان التقاعس واستجاب للتشاؤم والخذلان .

كانت “ريما نواوي” العصفورة المكية على الرغم مما ابتليت به تغرد بصوت شجي ، فجعلت من المحنة منحة ، ومن الحزن سعادة ، ومن الوجع ابتسامة .

ونحن في نادي “كتاتيب للقراءة” وقفنا كغيرنا نشاهد بإجلال سمو هذه العصفورة الصغيرة وهي تبلغ بتحليقها مبلغاً لم تصل لمداه الصقور الكبيرة ، فألهمتنا إلى تكثيف الجهود ولمواصلة المسيرة ، أياً كانت الظروف ومهما تعددت المصاعب ، وكما حملت “ريما نواوي” على عاتقها وهي جريحة رسالة أرادت إلا أن توصلها لكل من ابتلي بمثل دائها أو حتى بأقل منه ، فإنه حري بنا نحن الأصحاء أن نحمل فوق عاتقنا رسالة من شأنها أن تعلي مكانة أمتنا ، مستلهمين في ذلك تجربتها العظيمة .

ولقد حاولنا من خلال هذا النادي ، نادي كتاتيب ، ومازلنا نحاول ، أن ننشر رسالة القراءة بين أفراد جيلنا بشتى السبل ، سواء عبر مناقشات الكتب التي يتم اختيارها في لقاءاتنا الدورية والإلكترونية ، أو من خلال حملة علم نافع لإيصال الكتاب ، أو غيرها من الوسائل التي من شأنها أن تجعل بين المجتمع والقراءة علاقة حميمة .

 ولأن للصورة سحر ومفعول يغني عن ألف كلمة ، كانت هذه المسابقة الفوتوغرافية الأولى ، التي كانت أيقونتها الرئيسية عن القراءة والكتب ، والتي شرفت بأن تحمل اسم “ريما نواوي” رحمها الله ، العصفورة التي صفقت بجناحيها بعد طول تحليق صفقة أخيرة فصعدت روحها إلى السماء وبقيت تجربتها لمن في الأرض آية وعبرة في التفاءل والأمل .

واليوم ونحن نحتفل بتوزيع جوائز هذه المسابقة ، نقف على عتبة مستقبل مشرق بإذن الله ، وصوت عزيمتنا يردد يا ريما :  بأننا  نأمل في أن ننشر بين أفراد مجتمعنا من خلال “كتاتيب” ثقافة القراءة ، ولقد تعلمنا من خلالك ألا نهزأ بالأمل وألا يخالج طموحنا وسن .

شكراً ريما ، شكراً لأسرة ريما التي أهدتنا زراعة الأمل ، شكراً للسيد عبد الله فدعق الذي وقف خلف هذا النادي وتكرم بدعم هذه المسابقة ، شكراً لجميع من تفاعل ,سواء بالمشاركة أو الحضور ، شكراً للجنة التحكيم ، شكراً لأعضاء نادي كتاتيب ، شكراً لكم جميعاً .

Tweet about this on TwitterShare on FacebookShare on Google+Share on TumblrEmail this to someone

2 تعليق على “مسابقة ريما نواوي في عيون نادي كتاتيب ” عِبرةُ وعَبرةُ ” !”

  1. من المؤسف فعلا فقدان أشخاص بهذه القيمة .. كلماتك التي ذكرتها لم تكن إلا عرفانا لجميل وحق في رقابنا لمن أثروا حياتنا … كل الشكر لك أبا فراس .. ورحم الله ريما نواوي .. وأعاننا الله في كتاتيب

  2. أحمد الذبياني قال:

    صباحاتك مشرقة ياسيدي , أي حروف تحاكي ما يلوك في النفس , تأخذنا بنصك المفعم بين غابات الآلام وتصنع من الطير نظرة أخرى تحلق بنا في عالم التفاءل والتناغم , إن ريما درس هذب فينا الحرص والمثابره بل غرس في داخلنا معنى للصبر لا يُقهر .. رحمها الله رحمة واسعة . وأدام الله العقول اللماحه التي تجعل من غفلتنا التفاتة أخرى وتأمل آخر , قلمك يا صديقي يوسف يرشدنا نحو ما نغفل عنه فحيهلا بقلمك حد الارتواء ..

اترك ردا

*

*

ملاحظة:المؤشر بـ(*) مطلوب،،، البريد لن يتم نشره