الخميس 18 أبريل 2024
0

“نوري شاهين” والصورة المختزلة !

بواسطة في ساحة الحوار

 

يوسف الوافي – مدونة وافي الكلمة

تلتقط عدسات الكاميرات الإلكترونية باختلاف أنواعها في اليوم الواحد كميات مهوله من الصور الفوتوغرافية . قليل من تلك الصور يكون تأثيرها مدوياً وتبقى عالقة في الذهن ، وكثير منها تبقى مختزلةً في ذاكرة الكاميرا الإلكترونية دون أن تثير في وقتها ما يدعو للتأمل.

من ضمن تلك الصور التي كانت غارقة بين ملايين الصور هي صورة اللاعب التركي “نوري شاهين” وهو يرفع قطعة خبز ويقبلها بعد أن رمى بها أحد المشجعين في أرضية الملعب . هذه الصورة صعدت إلى سماء صفحات الرياضة بمجرد تأكيد خبر انتقال ذلك اللاعب من نادي “بروسيا دورتموند” إلى النادي العالمي “ريال مدريد”.

وإذا كانت الذاكرة الإلكترونية للكاميرا تختزل بداخلها صور متنوعة نسترجع مشاهدها خلال فترات متقطعة ، فإننا فطرياً نسترجع بشكل معتاد من ذاكرتنا الدماغية مشاهد متنوعة ومختلفة .

والذاكرة البشرية على عكس الذاكرة الإلكترونية تمتلك قدرة تخزين غير محددة ، إلا أنها تتفاوت في قدرتها الاستيعابية من شخص لآخر . ورغم هذا التفاوت الطبيعي تبقى فعالية الاسترجاع الفعال غائبة عن الكثير .

فأن تثيرنا قصة مؤثره عن شخص مظلوم نسترجع على ضوئها من ذاكرتنا مشاهد واقعية تعبر عن الظلم فإن ذلك يعد استرجاعاً غير فعال ، لأن فعالية استرجاع تلك المشاهد تتجلى عندما تحجمنا عن إيقاع الظلم بمن هم تحت إمرتنا .

أننا بحاجة ماسة إلى أن نستفيد من كمية المشاهد والمواقف التي نختزلها في ذاكرتنا بشكل يومي ، فنجعل استرجعنا لها استرجاع عملي لا استرجاع نظري فقط ، فالنظرية بلا تطبيق كالسيارة الثمينة بلا وقود يحفز حركتها ! .

Tweet about this on TwitterShare on FacebookShare on Google+Share on TumblrEmail this to someone

اترك ردا

*

*

ملاحظة:المؤشر بـ(*) مطلوب،،، البريد لن يتم نشره