الثلاثاء 16 أبريل 2024
0

إجابة السؤال الثامن – من أرض الحجاز

بواسطة في المسابقة الرمضانية

بسم الله الرحمن الرحيم

إجابة السؤال الثامن

الأديب الشاعر حسن عبدالله حسن القرشي 

—————-

والفائز بالجائزة

عبير يعقوب 

—————–

نبذة عن الأديب الشاعر حسن عبدالله حسن القرشي 

     القرشي شاعر عاصر العديد من التجارب الشعرية في الوطن العربي وأسهم كثيراً في إثراء ساحة الأدب والمعرفة من خلال البوح الشعري والرؤية الشعرية المتميزة. وعرف عن الشاعر القرشي غزارة إنتاجه على مدى خمسة عقود أسس فيها هذه المكانة البارزة وأثمرت عشرات الدواوين والمجموعات الشعرية، وأعمالاً كاملة كانت بين يدي القارئ العربي في كل مكان. ولد في مكة المكرمة عام 1344هـ ، وتلقى علومه الأولية بالكتاتيب فحفظ القـرآن الكريم، ثم درس في مدرسة الفلاح، والمعهد العلمي السعودي في مكة المكرمة، ثم حصل على شهادة ليسانس الآداب، قسم التاريخ, مع مرتبة الشرف من كلية الآداب بجامعة الرياض. لقب بشاعر الجزيرة العربية .

حياته العملية :

• عمل في بداية حياته الوظيفية محرراً بديوان الأوراق في وزارة المالية ، ثم كاتباً في المكتب الخاص في الوزارة .
• عند تأسيس الإذاعة السعودية عام 1368هـ، عمل رئيساً للمذيعين كما انتدب لمدة عام للدراسة الفنية الإذاعية في مصر.
• عاد بعد ذلك للعمل في وزارة المالية والاقتصاد الوطني، مديراً لمكتب وكيل الوزارة للشؤون الاقتصادية فمديراً عاماً مساعداً، ثم سكرتيراً مالياً، فمساعداً لمدير المكتب الخاص ثم مديراً عاماً لمكتب الوزير .
• انتقل بعد ذلك للعمل في وزارة الخارجية بمرتبة سفير، فعمل سفيراً للمملكة في موريتانيا ثم السودان.

حياته الأدبية :

     يأتي في طليعة الشعراء المجددين في الجزيرة العربية، ومن أول من كتب القصيدة التفعيلية في السعودية.فقد ساعدته أسفاره وصداقاته وعلاقاته الاجتماعية على التواصل مع الحركة الأدبية والشعرية العربية وقد نشر له العديد من القصائد في معظم الصحف والدوريات الثقافية العربية .
1) أصدرت له دارالعودة في بيروت أعماله الشعرية الكاملة عام 1392هـ وقد صدرت الطبعة الثانية من هذه الأعمال عام 1399هـ.
2) كتب القصة والمسرحية وشارك في العديد من المهرجانات والمؤتمرات الشعرية والأدبية داخل المملكة وخارجها.
3) مثّل المملكة في مهرجان الشابي في تونس عام 1385هـ.
4) كان عضواً في وفد التواصل الأدبي الذي زار منطقة الخليج عام 1399هـ.
5) منحته جامعة أريزونا العالمية درجة الدكتوراه الفخرية عام 1403هـ.
6) كان عضواً في مجمع اللغة العربية في القاهرة، وعمان.
     وهذه أمنيته الكبيرة التي تمناها منذ صباه، والتي صدر بها سيرته الفنية الماتعة: ( تجربتي الشعرية ) حيث جاء فيها :
(فتحت عيني على عالم الشعر، هذا العالم السحري في شوق فارط، ونشوة مبهورة.. أريد أن أتكلم في المهد، أريد أن أقدم إنتاجا ناضجا ومشحونا بالحيوية والدفق، ولقطات الفن المبتكرة.. أريد أن أكون الشاعر الذي يشار إليه بالبنان) .

من أعماله المطبوعة وإنتاجه الأدبي :

     يعد القرشي شاعرًا كما يعد ناثرًا، ونشر له في هذين الميدانين ستة عشر كتاباْ جلها صغير، ولذا يعد وسطاً بين محمد حسن عواد وطاهر زمخشري، يستوي في ذلك الكم والكيف . من أعماله :
1) البسمات الملونة شعر 1366هـ.

2) مواكب الذكريات شعر 1370هـ.

3) أنات الساقية قصص ومسرحية 1376هـ.

4) الأمس الضائع شعر 1377هـ.

5) فارس بني عبس (دراسة أدبية) 1377هـ.

6) شوك وورد 1378هـ.

7) سوزان شعر 1383هـ.

8) ألحان منتحرة شعر 1384هـ.

9) نداء الدم شعر 1384هـ.

10) أنا والناس مقالات 1385هـ.

11) النغم الأزرق شعر 1386هـ.

12) بحيرة العطش شعر 1387هـ.

13) لن يضيع الغد شعر 1387هـ.

14) فلسطين وكبرياء الجرح شعر 1390هـ.

15) المجموعة الشعرية الكاملة 1392هـ.

16) حب في الظلام قصص 1393هـ.

17) زخارف فوق أطلال عصر المجون شعر 1399هـ.

18) الحب الكبير قصص.

19) رحيل القوافل الضالة.

20) زحام الأشواق.

شعره :

     يعد القرشي في المقدمة من شعراء الوجدان وذلك لغلبة العاطفة ثم الشكوى والتألم والبكاء والأنين على شعره، ثم هو ملحق بشعراء الجمال، لجمال ديباجته في الغالب، وأسلوب شعره أسلوب سهل يسير لا تكلف فيه ولا تمحل، وإن أعوزته الرصانة في بعضه. أما لغته فإنها تسمو حيناً حتى تصل إلى مرتبة حسنة وتتدنى حينا فتثبه الكلام المبتذل، وقد يشوب قوله اللحن وبخاصة في النثر، ولم يكن ذلك مقصوداً لديه لكونه عاب بعض الشعراء بالضعف اللغوي، وبخاصة أرباب الشعر الحر وذلك في كتابه ( تجربتي الشعرية ) وإذا كان القرشي قد نظم كثيرَاَ مما لزم فيه الوزن والقافية فإنه قد خرج على ذلك في بعض شعره حيث كتب شعرا حرَا ودعا إليه بإلحاح. وكان في بداية حياته الشعرية يلجأ إلى أساتذة الأدب ليقدموا دواوينه إلى القراء، فأحمد حسن الزيات كتب مقدمة ديوانه ( مواكب الذكريات ) والدكتور طه حسين كتب مقدمه لديوانه ( الأمس الضائع ) . وثناؤهما وأمثالهما على شعر القرشي هو من باب العموميات التي يقصد منها إعلان الاستحسان العام .

أغراض شعره: 

     شدا حسن القرشي في عصر اشتدت فيه الحملة من بعض أهل زمانه على شعر المناسبات بعامة، وشعر المديح بخاصة، وجنح فيه كثيرون إلى الشعر الوجداني، وأكثر آخرون من الشعر الديني. وجد كثيرون من أهل زمانه في طريق شعر التأمل والشك والتشاؤم. وتباروا في ذلك، وفي شعر الطبيعة والانغماس في المذاهب الحديثة وبخاصة الرومانسية (الخيالية التجديدية).وإذا كان القرشي قد طرق أغراض شعر عصره كلها فإن الذي حوته دواوينه الأحد عشر ينكمش فيه نصيب المدح، فلعل الشاعر لم يرتح لنشر مثل تلك القصائد لسبب أو أكثر. أهم أغراض شعره :
1- يأتي الشعر الوجداني في المرتبة الأولى من حيث الكثرة، وله فيه دواوين مستقلة مثل (سوزان)، غير أن نغمة الألم والحزن تسيطر على هذا اللون من شعره، وهي نزعة كادت أن تسيطر على أشعار جل أهل زمانه حتى لقد وصفهم (إيليا أبو ماضي) بأنهم كالنساء يحبون المدح ويميلون إلى البكاء.
2- أما الشعر الوطني والقضايا العربية فإنه يأتي من حيث الكثرة عند القرشي بعد الشعر الوجداني وأقرب ما يمثله من دواوينه :
 نداء الدماء ، لن يضيع الغد، فلسطين وكبرياء الجرح وهو في هذا اللون الشعري لا يتأمل ويفكر ويحلل ثم يستنتج بل ينقاد لثورة نفسه وثورة مشاعره فيأتي بشعر خطابي مجلجل، شأنه في ذلك كشأن عامة من نظم في هذا من شعراء عصره ومثال ذلك في شعره قوله :

 

مَوَاكِـبُ الـعُـرْبِ يَــا أُنْـشُـوْدةَ الظَّـفَـرِ سِيْرِي إلى النًصرِ لا تُبْقِي وَلاَ تَذَرِي
الـلًـهُ أكْـبَـرُ هَــذَا الـشَـمْـلُ مُلْـتَـئِـم وَسَـوْتَ يَبْقَـى جَمِيـعـاً غَـيْـرَ مُنْتَـثِـرِ
مَـلاَحِـمُ الـحـرْبِ مِـيْـرَاث لَـنَــا أَبَـــدَاًوَ سَوْتَ نُلْقِى بـ( إِسْرائِيْل ) فِي سَقَرِ
 

3- الشعر الدينْي وهذا جانب في شعر القرشي أهمله الباحثون الذين كتبوا عنه إلا في إشارات يسيرة عند بعضهم ولعل ذلك راجع إلى غلبة الشعر الوجداني فيما نظم الرجل، حتى عرف به واشتهر فيه. والواقع أن للرجل أشعاراً دينية حسنهَ نجدها في بعض دواوينه منبثة داخل أغراضه لتشهد للرجل بأنه لم يكن بعيدا في شعره عن منبته ومدرجه، وماضي أمته ومستقبلها وأكثر ما تجد ذلك في ديوانه( الأمس الضائع ) .
     والذي يعنينا من هذا الديوان هو باب التهويمات كما يسميها صاحب الديوان ففي هذا الباب نظم الشاعر جملة من القصائد في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وفي جوانب من سيرته، وفي الكعبة المشرفة، وختم الباب بقصيدة فيها تضرع ودعاء وشكوى إلى الباري تبارك وتعالى من النفس اللوامة.

ومن قوله في مولد النبي صلى اللّه عليه وسلم:

 

هَلَلِي يـا بِطـاحَ مكـةَ لليمن وتيهي على البـلاد وسُـودي
وَأَشْرِعِي بَاليَتِيْـمِ رَاَيَـةَ مَجَـدٍهِي عِنْدَ الفَخَارِ أعْلى البُنُوْدِ
 
القرشي في عيون الآخرين :
د. عاصم حمدان – عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز :

     يعتبر الشاعر حسن القرشي أحد المجددين في القصيدة الشعرية في خارطة الأدب السعودي فهو قد كتب القصيدة الكلاسيكية ولكن بروح جديدة, كما قصيدة التفعيلة عن قوة وليس عن ضعف، وهو إضافة إلى إبداعه في الشعر فقد كتب القصة والمقالة والدراسة الأدبية، وأشاد به أدباء عرب كبار من أمثال عميد الأدب طه حسين الذي كتب مقدمة أحد دواوينه كما كتب عنه الزيات وعبدالوهاب عزام ومصطفى السحرتي .

الناقد الكبير عبدالله عبدالجبار :

    يقول عنه أنه شاعر رومانسي حالم جمع بين الثقافتين التقليدية المحافظة في الحرم المكي الشريف حيث كان تلميذاً مع رصيفه أحمد جمال طالب علم في حلقة محدث العصر السيد علوي بن عباس المالكي -رحمه الله- وآزر هذه الثقافة الأصيلة بدراسة جامعية في كلية الآداب بجامعة الرياض فكان هذا المزيج من الثقافتين في شخصية القرشي, ولعلَّ هذا هيأ له بأن يكون أحد الشعراء الذين نقلوا القصيدة الشعرية من إطارها المحلي إلى إطار أكثر شمولية في العالمين العربي والإسلامي، وهذه العالمية في أدب القرشي هيأت له ان يكون عضواً في مجمع اللغة العربية في مصر، كما هيأت له تلك الصلات الواسعة التي استطاع من خلالها ان يكتسب تجارب حياتية كثيرة عكستها تجاربه الشعرية والأدبية وتميز القرشي من بين معاصريه بحسن الإلقاء فهو يتكلم عن حافظة قوية وبلغة عربية جزلة ويؤثر في نفوس سامعيه مع أن بعض شعراء جيله كانوا يكتبون الشعر قوياً وأصيلاً ولكنهم كانوا يتهيبون صعود المنابر. بموت القرشي تنطوي صفحة رائدة من صفحات أدبنا السعودي المعاصر ويختفي في عالم الخلود، ذلك الوجه السمح الذي عُرف بالابتسامة الصادقة والكلمة الطيبة. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، والعزاء فيه بالساحة ولزملائه ولمريديه ولأهله ولأصهاره {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ } .

د. عالي القرشي – عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين بالطائف :

     يقول إنه قطع رحلته من الحياة ليلحق بالعالم الآخر ولينعم بجنات النعيم ندعو له بذلك لأننا عايشناه عن طريق الكلمة التي خفق بها في سماء الإبداع فأقام نداءات الروح أمام بكائيات القلب فاخترق بها صلادة الحياة وجاوز بها علاقات الكايد والمكيد والظالم والمظلوم والقاهر والمقهور فانبثقت له أجنحة الفرار من عذابات الجسد إلى فضاءات الحب والرحمة . جاوز هذه العلاقات فجاوز شعره المألوف فوجد الجرح الكبرياء وفي البحيرة العطش وفي الظمأ المنهل العذب. ندعو له بالرحمة اليوم والمغفرة لأنه سكب في آذاننا الشوق إلى هذه العوالم وزرع في سامعيه وقارئه دوحة من الظلال. اللهم اغفر له وارحمه واسكنه فسيح جناته وألهم آله وذويه الصبر والسلوان.

فاروق باسلامة – الكاتب المعروف :

     فقد الوسط الأدبي شاعراً ملهماً طالما قال الشعر منذ صباه، الحق أن الأستاذ حسن عبدالله القرشي- رحمه الله- كان من أجود الشعراء السعوديين الذين أسسوا كيان الشعر السعودي فقد بدأ قديماً في قول الشعر في الخمسينيات الميلادية من القرن الماضي, وبعدها انطلق القرشي يقول الشعر دواوين وكتباً، وكذلك من الميزات التي اتسمت بها أشعاره تمسكه بعمود الشعر العربي منذ عرف الشعر بحوراً وقافية على يد الإمام الخليل بن أحمد الفراهيدي. وهذه الميزة وسواها مما ذكرت آنفا تُعدُّ ركناً أساسياً في شعره رحمه الله .

د. محمود زيني – عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى:

     يقول عنه : رحم الله الشاعر الكبير حسن القرشي السفير الأديب الذي شغل الناس بشعره وأدبه، وشُغل العالم العربي بإبداعه وحظي بتقدير من أدباء العربية المعاصرين، وفقدنا اليوم شاعراً وجدانياً ووطنياً، وشاعراً إسلامياً امتلأ ديوانه بنبضه الشعري وبحبه للإسلام والمسلمين وعاشت القدس في ديوانه، مسجلاً في ديوانه أحاسيسه تجاه إخوانه المجاهدين في فلسطين، وكانت القدس والمسجد الأقصى حزنه الدائم وبتاريخ آلامه مما تعانيه من نير الظلم الصهيوني، وحقاً كان القرشي من الشعراء الرواد في هذه المملكة العظيمة. ويعجز اللسان اليوم لسبب هذه الصدمة والخبر المفاجئ عن موته رحمه الله، وقد سعدت بحضوره وتكريمه لشخصي في اثنينية الشيخ عبدالمقصود خوجة بجدة الذي كرم العلماء والأدباء ورجال الفكر والأدب والثقافة، ولا استطيع أن أوفي حق هذا الشاعر الكبير من الثناء فهو يستحق الشيء الكثير. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وأبناءه وجميع أسرته الصبر والسلوان وألهمنا كذلك نحن الصبر على فقدانه، ولا نملك إلا أن نقول { إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ } .

وفاته :

توفي يوم الثلاثاء 13/4/1425هـ .

المصدر: موقع مكاوي

Tweet about this on TwitterShare on FacebookShare on Google+Share on TumblrEmail this to someone

اترك ردا

*

*

ملاحظة:المؤشر بـ(*) مطلوب،،، البريد لن يتم نشره