الأحد 28 أبريل 2024
0

هل نحن انتخابيين؟

بواسطة في ساحة الحوار

بسم الله الرحمن الرحيم

ينشر بالتعاون مع مدونة سراج علاف

في الآونة الأخيرة تحدث الكثيرون عن الإنتخابات البلدية القادمة ومدى تأثيرها وفعاليتها وحجم تأثيرها على المجتمع السعودي وعلى التجربة الديموقراطية الوليدة في المملكة.
طغت على لهجة الكثيرين نبرة التشاؤم والنظرة السوداوية للأمر، لا سيما وأن هذه النظرة لها مسبباتها المنطقية، فما حدث في الانتخابات البلدية السابقة كان مضحكا حد البكاء ومبكيا حد الضحك.
لم تكن التجربة السابقة إلا تجسيدا لكلمات الأغنية الشهيرة (هي خاربة خاربة خلينا نعميها).
لذا تولدت لدى أغلب المشاركين في التجربة الديموقراطية الأولى قناعة تامة بأنها نوع من الضحك على الذقون وفض المجالس، ولو سألنا غالبية المشاركين في التصويت وحتى الترشح لرفضوا القيام بذلك بحجة (لا تضيع وقتنا الله يرحم والديك).
هذه النبرة تحولت إلى مطالبات بمقاطعة الانتخابات وترك الحبل على الغارب لمن يريد التلاعب على أوتار الوطنية والتغيير وما إلى ذلك.
من واقع متابعتي لردة فعل الشعب عبر تويتر لاحظت أن كل المغردين يجمعون على المقاطعة حتى أحسست أن تويتر قد امتلأ بالمصلحين والإصلاحيين وأني أجلس مع أفلاطون.
لا أريد أن أكون قاسيا، لكني أعتقد أن غالبية من تكلموا في الموضوع واشبعوه حديثا لم يكلفوا أنفسهم عبئا لمعرفة ما هو المجلس البلدي وما هي صلاحياته؟
أكذب إذا قلت أنني متحمس لهذه الانتخابات وأكذب أيضا توقعت أن تغير الكثير..
لكن هل من المفروض أن نقاطع الانتخابات فقط ونتغنى بذلك؟
من وجهة نظري أنه في حالة عدم توفر البديل، فليس من المنطقي مقاطعة الانتخابات اللهم إلا لتسجيل موقف ضدها.
أما التخلي عن حقنا في الممارسة الانتخابية بسبب أن من يقوم عليها ليس بكفء فهذه قمة الاتكالية والهروب من المواجهة.
قد لا نغير في هذه الانتخابات الكثير كما أسلفت ( على مستوى المجتمع)..
لكن على المستوى الشخصي أرى بأن هذه التجربة ستكون رصيدا شخصيا مهما حتى وإن لم أشعر بذلك.
عندما قامت الحكومة المصرية البائدة بالتلاعب بنتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة (والتي كانت أحد أسباب سقوطها) كان من الممكن أن تمر مرور الكرام لولا مشاركة الشعب فيها وكشف مستورها وعدم سماحهم للمتسلطين بأخذ حقهم ومصادرته. وكلنا يعلم لأي حد وصل الفساد في تلك الحقبة وذلك المكان.
من حق من يرى عدم جدوى الانتخابات مقاطعتها ومن حقي وحق أبنائي علي أن أحاول جهدي فلا يلام المرء بعد اجتهاده.
هذه دعوة للمشاركة في الانتخابات لا لشيء سوى أنني أؤمن أن الله (يرزق من حيث لا نحتسب).
موعدنا يوم الخميس ٢٤ شوال ١٤٣٢ لنعبر عن حقنا.

Tweet about this on TwitterShare on FacebookShare on Google+Share on TumblrEmail this to someone

اترك ردا

*

*

ملاحظة:المؤشر بـ(*) مطلوب،،، البريد لن يتم نشره