الأربعاء 1 مايو 2024
1

لم تُطش طاش !

بواسطة في ساحة الحوار

 لا أريد أن أعود بالذاكرة للسنوات التي قد مضت ونحن نشاهد بعد كل مغرب في رمضان المسلسل المعروف طاش ما طاش وذلك لأنه لم يأخذنا إلى مرحلة العلاج والدواء والجدية حيث إن في ذلك إعمال للفكر والعقل وبطبيعتنا المعهودة فإننا شعب ميالين للراحة فلا نحب طهو الطعام وإنما نريده جاهزا , كما وأننا نتقاعس عن غسل الآواني بعد الانتهاء بل وحتى غسل أيدينا, فقد كان طاش يقتصر على أن يجعلنا نضحك ونقهقه دون مرحلة تتلوها , بيد أن طاش لم يطش هذا العام بل كان مختلفا وجميلا ومثمرا, وإن كنت أرى أن الحلقة الأولى ستوحي إلي بعمق باقي الحلقات ولو سبق الظن الواقع فأخطأ فإنني سأكتفي بالحلقة الأولى وقوتها , فبرغم تكدس الأحداث في الحلقة وسرعتها بل والمبالغة في بعض تطرفاتها وجريان أفكارها دون سبك , إلا وأن هناك هدفا قد بُني بجرئة, فالخلاف بين اليمين واليسار لا نقاش فيه ولا تغييب , بل إنه من “الطبيعي” إن كنت مبالغا , وذلك ليس ذنبا أو فتنة نحاربها ولكننا حينما نسعى أن نجعل اليمين تعضد اليسار والعكس أيضا فإننا نشكل قوة وضراوة بل إننا نشكل حياة مفعمة بالاطمئنان والراحة , فالحب من طرف يتقهقر , وتنعدم حينها قيمة الحياة , لذا صور لنا طاش مبدأ التعاضد والترابط الذي يقوم على الود والعمل والذي من دونه نتوارى عن هدفنا الأسمى والأعلى وهو عمارة الأرض وإحيائها ..

 

 أحمد الذبياني

2/9/32

Tweet about this on TwitterShare on FacebookShare on Google+Share on TumblrEmail this to someone

تعليق واحد على “لم تُطش طاش !”

  1. على الرغم من أنني قاطعت التلفاز في شهر رمضان منذ سنوات إلا أنني في حالات كثيرة أستمع لما يقوله هؤلاء وهؤلاء عما يطرح في الدراما السعودية … وفي الغالب لا يكون هناك فرق جوهري في الطرح ناهيك عن الموضوعات المستهلكة علاوة على السطحية التي تعتمد عليها
    أتمنى أن يأتي اليوم الذي استمتع فيه بإنتاج سعودي درامي مميز يحترم عقل المتلقي ولا يكون في رمضان
    دمت رائعا .. وكل عام وأنتم بخير

اترك ردا

*

*

ملاحظة:المؤشر بـ(*) مطلوب،،، البريد لن يتم نشره