الأحد 5 مايو 2024
0

إجابة السؤال الثالث – من أرض الحجاز

بواسطة في المسابقة الرمضانية

بسم الله الرحمن الرحيم

إجابة السؤال الثالث

الأديب محمد حسن فقي

—————-

والفائز بالجائزة

مها بكر قزاز 

—————–

نبذة عن الأديب محمد حسن فقي 

مسيرته :

     محمد حسن فقي ، من مواليد مكة (1914-2004) ، شاعر الرومانسية في الحجاز، ومن الرعيل الثاني في نهضته الأدبية. ومن طلائع الصحفيين بالحجاز. زاوج بين الشعر والفلسفة، واشتهرت أشعاره بالوجدانية والرؤية الغارقة في التشاؤم والزهد عن الحياة. وفضلا عن شهرته الأدبية والنقدية، كان الفقي بيروقراطياً تنقل في وظائف كثيرة بالدولة السعودية، قام بتأسيس ديوان الرقابة العامة، كما عُيّن سفيراً للسعودية بإندونيسيا من عام (1955-1957م). تخرج الفقي من مدارس الفلاح بمكة، وتأثر بأعمال الرعيل الأول في الحجاز وبأعمال طه حسين وعباس العقاد والمازني وأحمد أمين، وباقي طلائع النهضة العربية، وشعراء المهجر؛ جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وإيليا أبو ماضي. كما رأس الفقي تحرير صحيفة صوت الحجاز. لُقب بشاعر مكة، و فيلسوف الحجاز وشاعر القافية. ويعد امتداد للشاعر حمزة شحاتة، كما يشبّه بالشاعر العربي أبو العلاء المعرّي.  كرمته المملكة في مهرجان الجنادرية ومنحته جائزة الدولة التقديرية. كما أن هناك جائزة أدبية عربية منذ عام 1994م باسم جائزة محمد حسن فقي للشعر والنقد الأدبي مقرها مصر، أسستها مؤسسة أحمد زكي يماني الثقافية الخيرية.
مؤلفاته :
1) ديوان قدر ورجل . 
2) المجموعة الشعرية الكاملة لمحمد حسن فقي ( 7 مجلدات ). 
3) الفلك يدور. 
4) كتاب  نظرات .
5) كتاب فلسفي بعنوان أفكار في المجتمع والحياة  ( جزأين).
6) هذه هي مصر. 
7) كتاب ترجمة حياة .
8) كتاب رمضانيات فيلسوف .
9) كتاب فيلسوف . 
10) كتاب  مذكرات يومية  ( 3 أجزاء ) . 

شعر الفقي :

من أقواله الشعرية الفلسفية

لذة الروح ابتعاداً واحتواء
 حيرتني نفسي فما أعرف
ما تحتويه من أسرار!!
الرشد تميل أم لضلال
ولنفع تميلُ أم لضرار؟!!
من صباي الغرير كنت أعاني
قلقاً من شذوذها وعثاري!!

 في القضية الفلسطينية له قصيدة بعنوان «أواه فلسطين»:

إخواننا في الدين والدم والقربى
وأحبابنا سلما وأحبابنا حربا
ومن حفظوا الربع المنيف وشيدوا
به الصرح بعد الصرح يحتضن الشهبا
يؤرقنا من يومكم أن يومكم
أجاج وأن الأمس كان لكم عذبا
فبعض يعيش اليوم في دار ذلة
ولكنه يأبى ويقتحم الصعبا
يقاتل وهو الأعزل الخصم مالئا
جوانبه مما يصاب به رعبا

إلى أن يقول تفاؤلا بعودة الحق إلى أصحابه :

لعل السحاب الجون ينهل وبله
علينا فما يبقي بأكنافنا جدبا
لعل الدجى هذا يطل بومضةٍ
تضيء فما تخشى مراتعنا الذئبا

وقد تغنى الشاعر الكبير محمد حسن فقي بمكة المكرمة مراراً، استمع إليه في إحدى قصائده التي يتحدث فيها عن مكة المكرمة حيث يقول :

مكتي أنتِ.. ولا جلال على
الأرض.. يداني جلالها أو يفوقُ
ما تبالين بالرشاقة والسحر
فمعناك ساحر ورشيقُ
كل حسن يبلى وحسنكِ – يا مكة – رغم البلى الفتيّ العريقُ
درَج المصطفى عليكِ فأغلاك وأغلاك بعده الصدِّيقُ

ومن أجمل شعره الوطني قصيدة له في اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية ، يقول فقي في قصيدة بعنوان «يوم وطني»:

هو يوم بداية التوحيد تمت على يد الصنديدِ
لم يكن يعرف المحال من الأمر إذا سار على الطريق الحميد
ليس في هذه الحياة محال يتصدى أمام عزم شديد
ولقد كان ألمعيّاً فما يحكم في الأمر غير حكم الرشيد
منذ ما شب، شب للعرب الشمِّ فكان العميد وابن العميد
وحّد الشمل بعدما انفرط الشمل وكدنا نضيع بالتبديد
فإذا بالنثير يجمعه النظم فيغدو به كعقد نضيد

مكانته الثقافية والأدبية :

     وقد احتفت مؤسسة ثقافية عربية كبرى بالشاعر الكبير محمد حسن فقي، تلك المؤسسة هي مؤسسة أحمد زكي يماني الثقافية الخيرية فخصصت هذه المؤسسة جائزة عالمية باسم الشاعر الكبير هي: جائزة الشاعر محمد حسن فقي، التي تمنح مكافآت مالية مجزية للأعمال النقدية المتميزة في العالم العربي كل عام كما تمنح مكافآت مجزية أيضا للأعمال الشعرية البارزة في العالم العربي، ولكل دورة من دورات الجائزة يحدد موضوع نقدي مهم يقدم فيه كبار النقاد في العالم العربي أوراقا وبحوثا تقدم ملخصاتها في ندوة علمية تستمر على مدى يومين أو ثلاثة ويقام على هامشها عدد من الفعاليات الإبداعية في مقدمتها الأمسيات الشعرية التي يشارك فيها شعراء عرب كبار ويلقى فيها أيضا الكثير من شعر محمد حسن فقي . وقد كان موضوع احتفالية الدورة الثانية للجائزة «الفقي شاعرا» وافتتحت في القاهرة في 19/10/1416هجرية . وشارك فيها عدد كبير من نقاد الشعر من العالم العربي الذين قدموا دراسات متأنية عن شعر الفقي ومنهم: الدكتور محمد زكي العشماوي – نائب رئيس جامعة الإسكندرية الأسبق – وكان بحثه بعنوان «شعر محمد حسن فقي بين الكلاسيكية والرومانسية». والأستاذ الدكتور يوسف نوفل – وكيل كلية البنات للدراسات العليا بجامعة عين شمس – وكان بحثه بعنوان «رباعيات محمد حسن فقي»، ومحمد حسن فقي شاعر مرهف الحس، عميق التجربة، متمكن من أساليب اللغة وجماليات التعبير، يزاوج في شعره بمهارة فائقة بين القديم الموروث والرومانسية الحالمة، وبين الفكر الفلسفي الرصين والخيال المجنّح والأحلام الراقصة. وتتجلى في شعره كثير من خصائص الرومانسية في تنقل الشعور بين اليأس والأمل، بين حب الحياة والغناء لها، وبين السأم منها والنقمة على الشر فيها. فهو في لحظة واحدة قد يجمع بين قمة الشعور بالخيبة والحزن، وبين السعادة المفرطة، تماما كما يفعل كل الرومانسيين في الآداب الحيّة. كما يتبدى في شعره الربط البديع بين العروبة والإسلام.

الأبن الأديب يتحدث عن الأب الشاعر والأديب الكبير :

     وهنا الحوار الذي أجرته جريدة الجزيرة مع ابنه فؤاد ،  فهو أحد ابنائه المقربين وكل ابناء شاعرنا من المقربين إليه وهو صديق لوالده وتلميذ من تلامذته الكثر وهو محب له ضمن المحبين ، بل هو علي رأس القائمة في الإجلال والاحترام والتقدير لشاعرنا مسترشداً في ذلك بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف التي تأمرنا ببر الوالدين وطاعتهما ومحبتهما :
الأستاذ الشاعر محمد حسن فقي شاعر وأديب غني عن التعريف.. باعتباركم من المعجبين بشعره وأدبه وفنه.. أين تضعونه في مسيرة الشعر السعودي المعاصر باعتباركم المتلقي الأول لشعره والعارفين بطريقة تفكيره وإبداعه ؟
مما لا شك فيه أن الشاعر محمد حسن فقي يعتبر من ابرز شعراء المملكة بل هو من أفضل شعراء العالم العربي في العصر الحديث فهو غزير الإنتاج عميق المعاني ويمتاز شعره بقوة لغوية وتنوع كبير فليس هناك باب في الشعر لم يطرقه.
الأستاذ الشاعر محمد حسن فقي.. حدِّثنا عنه كأب وصديق ومرب لكم ولبقية أفراد الأسرة .
ربما كانت أهم ميزة للشاعر محمد حسن فقي كأب أنه لا يتدخل مطلقا في شؤون أولاده حتى في الأمور الهامة مثل الزواج والتخصص الجامعي وتربية أولادهم.
ما الذي يسعد الشاعر محمد حسن فقي وما الذي يقلقه ؟
أهم ما يسعد الشاعر محمد حسن فقي أن يعم الخير على الجميع فهو يؤمن تماما بقول الشاعر:

فما نزلت عليَّ ولا بأرضي
سحائب ليس تنتظم البلادا

أما بالنسبة لأهم ما يقلقه فهو النفاق في طباع البشر وقد ظهر ذلك جليا في كثير من قصائده ورباعياته.
الأستاذ الشاعر محمد حسن فقي.. كيف هو مع الأصدقاء والمعارف ؟
تمتاز علاقة الشاعر محمد حسن فقي بأصدقائه ومعارفه بالوفاء.. ويظهر ذلك بوضوح في كثير من قصائده ويحضرني منها مرثيته الرائعة في الملك محمد الخامس حيث يقول:

لقد كان في منفاك أبلغ عبرة
لمن ظن أن الراسيات تميل
فأين الحجا قد خانهم فتقهقروا
وعدت.. وما للعرش عنك بديل
مشيئة شعب لم يكن متزلفا
ولكن وفيا.. والوفاء جميل
لقد كنت موهوبا يؤدي رسالة
تخلده .. والخالدون قليل

ماذا يمثل الوطن في فكر الأستاذ الشاعر محمد حسن فقي ؟
يحتل الوطن في فكر الشاعر محمد حسن فقي مكانا رفيعا ولا يقتصر على المملكة فحسب وإنما يمتد ليشمل العالم العربي والإسلامي..

ما هي نصائحه وتوجيهاته الدائمة لكم جميع أفراد أسرته ؟
نصيحة الوالد الدائمة لنا نحن أولاده، ان نكون صادقين فيما نقول وان نبتعد عن النفاق وان نكرس حياتنا لصالح الوطن والمواطنين فليس هناك أفضل من المواطن الصالح الذي يخاف الله في كل أعماله.
ما هي قراءاته ؟
قراءات الوالد متعددة وهي لا تقتصر على الأعمال الشعرية والأدبية بل تشمل الرواية والفلسفة والمسرحية والقصة وقد قرأ جميع الأعمال الأدبية والعالمية، ومن أشد المعجبين بالأدب الروسي المعاصر.
من هم الشعراء الذين يعجب بهم ؟
يعجب الوالد بكثير من الشعراء القدامى والمعاصرين منهم على سبيل المثال لا الحصر، المعري، المتنبي، ابن الرمي، احمد شوقي، حافظ إبراهيم، وشعراء المهجر.
ما مدى حبه للشعر والأدب بشكل عام ؟
حبه للشعر والأدب كبير جدا، فقد كان يقضي أكثر من نصف يومه في كتابة وقراءة الشعر القديم منه والحديث.
ما مدى احتفائه بالصحافة.. خاصة الصحافة الأدبية ؟
يهتم الشاعر محمد حسن فقي بالصحافة كثيراً فقد كان ثاني رئيس تحرير لجريدة صوت الحجاز وأول مدير عام لمؤسسة البلاد. فضلا عن كون قصائده كانت ولا تزال تنشر على صفحات كثير من الصحف المحلية.
بمن يعجب من الكتاب في الأدب وغيره من ضروب المعرفة ؟
يعجب الشاعر محمد حسن فقي بالراحل عباس محمود العقاد، طه حسين ومعظم الكتاب الروس المعاصرين.
ما هو الوقت الذي يقضيه في القراءة والاطلاع ؟
يقضي الشاعر معظم أوقاته في القراءة والاطلاع فهو لا يمتلك أية هواية أخرى غير القراءة وكان يحب وضع قلم ودفتر ورق بجانب سريره حتى لا يحرم من تدوين فكرة تأتيه في الليل لقصيدة حديثة أو رباعية.
متى يكتب شعراً أو مقالاً ؟
يكتب الشاعر محمد حسن فقي معظم قصائده ورباعياته في ساعات متأخرة من الليل وأحيانا في الصباح الباكر.
ما هي الكلمة التي تود أن تقولها عبر الجزيرة بمناسبة إصدارها هذا الملف الثقافي عن الشاعر محمد حسن فقي ؟
أود أن اشكر الجزيرة على اهتمامها بإصدار ملف ثقافي عن الوالد الشاعر محمد حسن فقي وليس هذا بغريب على صحيفة الجزيرة فقد كانت تنشر له بعض قصائده بين الفينة والأخرى وها هي اليوم أول جريدة يومية تقوم بإعداد ملف أدبي عن الوالد في وقت نضب فيه الإنتاج الشعري والأدبي فتثبت بذلك أن الوفاء لآبائنا الكبار أمر مستحب.

 

وفاته :

     بعد أكثر من تسعين عاماً، قضاها أديب الحجاز ونابغة الوطن السعودي، متنقلاً بين القوافي والكلمات، وراحلاً زاده الصبر والأناة بين الفجائع والأحزان، يحمل نعش الكلمة على حبال التشاؤم حد اليأس، وينظر إلى الكون من حوله بعيني أبي العلاء المعري، ناسجاً على منواله نغماً تتناسق فيه عواطف الشاعر المرهفة برؤية الفيلسوف ، ووجدان المتصوف واحتجاج الثائر. رحل ظهر يوم السبت الموافق 17/ 2/1425هـ في منزله بجدة الشاعر محمد حسن فقي عن 93 عاماً. وحسبما كان يتمنى ويوصي، فقد أديت صلاة الميت على روحه في المسجد الحرام بعد صلاة الفجر من يوم الأحد الموافق 18/ 2/1425هـ، ووري الثرى في مقابر المعلاة بمكة المكرمة.

المصدر: موقع مكاوي

 

 

Tweet about this on TwitterShare on FacebookShare on Google+Share on TumblrEmail this to someone

اترك ردا

*

*

ملاحظة:المؤشر بـ(*) مطلوب،،، البريد لن يتم نشره